أكد الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، أن مساهمة الشركة الأكبر للمجتمع ستكون في مجال الرعاية الصحية. ورغم أن آبل تشتهر بأجهزتها الذكية، إلا أن رؤيتها الطموحة نحو تحويل منتجاتها إلى أدوات طبية متطورة لم تتحقق بعد. ومع ذلك، يبدو أن الشركة تقترب من تحقيق هذا الهدف مع إعادة تصميم شاملة لتطبيق الصحة وإطلاق مدرب صحي يعمل بالذكاء الاصطناعي.
آبل تسعى لإحداث تحول جذري في قطاع الصحة
وفقًا لتقرير بلومبيرج، لدى آبل مبادرات يُمكن أن تُحدث تغييرات كبيرة في قطاع الصحة. مشروع سري قيد التطوير منذ أكثر من 15 عامًا يهدف إلى ابتكار جهاز لمراقبة نسبة السكر في الدم دون الحاجة إلى وخز الإصبع، وهو ابتكار يُقال إنه كان حلمًا للمؤسس الراحل ستيف جوبز.
هذا الجهاز سيكون مستشعرًا مدمجًا في ساعة آبل، يعمل على تنبيه المستخدمين المعرضين للإصابة بمرض السكري، مما قد يساعدهم في الوقاية منه قبل تطوره.
المشروع اجتاز عدة مراحل رئيسية، لكنه لا يزال بعيدًا عن الإصدار النهائي. كما أن هناك تحديات أخرى تواجه مستشعرات الصحة في آبل، بما في ذلك أجهزة قياس ضغط الدم ومستشعر الأكسجين في الدم، حيث تمت إزالة الأخير من ساعة آبل بسبب نزاع براءات الاختراع.
“مشروع مولبيري”: تطبيق صحة جديد بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة
في إطار سعيها لتسريع إنجازاتها في المجال الصحي، تعمل آبل على مشروع “مولبيري”، الذي يُعيد تصميم تطبيق الصحة بالكامل، مع إضافة مدرب صحي افتراضي يعتمد على الذكاء الاصطناعي ليحاكي دور الطبيب الحقيقي.
من المتوقع أن يُطلق التطبيق رسميًا مع تحديث iOS 19.4 خلال ربيع أو صيف العام المقبل.
كيف سيعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين صحة المستخدمين؟
التطبيق الجديد سيستفيد من البيانات التي تجمعها أجهزة آبل حول معدل نبضات القلب، النشاط البدني، النوم والتغذية، لتقديم توصيات مخصصة لتحسين صحة المستخدمين.
ستقوم آبل بإنتاج مقاطع فيديو تعليمية يشارك فيها أطباء متخصصون في التغذية، العلاج الطبيعي، الصحة النفسية، وأمراض القلب، لشرح تأثير أنماط الحياة المختلفة على الصحة.
مثال على ذلك: إذا اكتشف التطبيق انخفاضًا في معدل نبضات القلب، قد يعرض فيديو يشرح مخاطر أمراض القلب وأفضل طرق الوقاية منها.
آبل تنوي إضافة ميزة متقدمة لمراقبة التغذية، مما يجعل تطبيق الصحة منافسًا قويًا لخدمات مثل MyFitnessPal وتطبيقات إدارة الوزن مثل Noom.
باستخدام كاميرات أجهزة آبل، سيتمكن الذكاء الاصطناعي من تحليل أداء المستخدم أثناء التدريبات الرياضية، واقتراح تحسينات على تقنياته الحركية، وربما دمج الميزة مع خدمة Fitness+.
آبل تستثمر في تطوير منصات صحية جديدة
تعمل آبل على إنشاء منشأة جديدة قرب أوكلاند، كاليفورنيا، لتوفير بيئة ملائمة للأطباء لإنتاج المحتوى الصحي. كما تسعى للتعاقد مع طبيب شهير ليكون الوجه الرسمي للخدمة الجديدة، التي يُطلق عليها داخليًا اسم “Health+”.
مع هذه التحديثات، تبدو آبل مستعدة لإحداث ثورة في قطاع الصحة الرقمية، مما قد يجعل أجهزتها أكثر من مجرد هواتف ذكية وساعات، بل أدوات قوية لتحسين الصحة واللياقة البدنية.