اعترف مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (Meta)، بأن الصعود السريع لمنصة تيك توك (TikTok) شكّل تهديدًا مباشرًا لشركته وأدى إلى تباطؤ نمو تطبيقاتها الأساسية مثل فيسبوك (Facebook) وإنستاجرام (Instagram) وواتساب (WhatsApp). جاء ذلك خلال شهادة مثيرة أمام المحكمة في إطار محاكمة فيدرالية تتهم ميتا بالسعي إلى احتكار سوق شبكات التواصل الاجتماعي.
وتواجه شركة ميتا دعوى قضائية رفعتها لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC)، تطالب بتفكيك الشركة وإجبارها على بيع تطبيقات إنستاجرام وواتساب، بحجة أن استحواذها عليهما أضر بالمنافسة وعرقل الابتكار في السوق.
وخلال الجلسة، وصف زوكربيرج منصة تيك توك، المملوكة لشركة بايت دانس (ByteDance)، بأنها “تهديد عاجل“، مؤكدًا أن انتشارها السريع في أوساط المستخدمين أبطأ نمو ميتا بشكل كبير، وأجبر الشركة على تعديل إستراتيجياتها التسويقية والتقنية.
وأشار زوكربيرج إلى أن ميتا توقفت منذ عام 2017 عن نشر عدد مستخدمي فيسبوك بشكل منفصل، وبدأت بدلًا من ذلك استخدام مقياس “عائلة التطبيقات”، الذي يشمل مستخدمي فيسبوك وإنستاجرام وواتساب معًا، في محاولة لإظهار النمو الإجمالي في ظل الضغوط التنافسية.
كما تناولت المحكمة محاولات زوكربيرج السابقة للاستحواذ على منافسين مثل سناب شات (Snapchat). وردًا على سؤال محامي لجنة التجارة الفيدرالية، قال زوكربيرج: “لو كنا استحوذنا عليهم، لربما ساعدناهم على النمو بشكل أسرع… لكن هذا مجرد افتراض”.
ومن بين المفاجآت التي كُشف عنها في جلسات المحكمة، كانت رسائل بريد إلكتروني داخلية من زوكربيرج نفسه، اقترح فيها تغييرات جذرية مثل “حذف قائمة أصدقاء المستخدمين بالكامل مرة كل عام” لمحاولة إنعاش التفاعل على فيسبوك، واقترح في عام 2018 فصل إنستاجرام وتحويله إلى شركة مستقلة، مشيرًا إلى أن “غالبية الشركات، رغم رفضها الانفصال، غالبًا ما تحقق أداءً أفضل بعد التقسيم”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الضغوط التنظيمية على شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة، حيث تزداد المخاوف من ممارسات احتكارية، في حين يواجه تطبيق تيك توك تهديدًا بالحظر بسبب علاقته بالصين.