شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا حادًا بنحو 3٪ يوم الإثنين، مدفوعة بعلامات على تقدم في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، إلى جانب مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ الطلب العالمي على الوقود نتيجة السياسات التجارية والجمركية، خاصة في الولايات المتحدة.
تراجع ملحوظ في أسعار خام برنت
انخفضت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 1.84 دولار أو بنسبة 2.7٪ لتسجل 66.12 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 10:48 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وذلك بعد أن أغلقت مرتفعة بنسبة 3.2٪ يوم الخميس الماضي.
تقدم ملحوظ في محادثات واشنطن وطهران
وصرّح هاري تشيلينغيريان، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة Onyx Capital، قائلاً: “المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران تبدو إيجابية نسبيًا، وهذا يدفع الأسواق للتفكير بإمكانية التوصل إلى حل، مما يعني أن النفط الإيراني قد لا يُستبعد من السوق في المستقبل”.
وأكّد وزير الخارجية الإيراني أن البلدين اتفقا على وضع إطار عمل مبدئي لاتفاق نووي محتمل، بينما وصف مسؤول أميركي المحادثات بأنها شهدت “تقدمًا كبيرًا”.
ويأتي هذا التقدم بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة الأسبوع الماضي على مصفاة نفط صينية مستقلة، متهمة إياها بمعالجة النفط الإيراني، ما يزيد من الضغط على الحكومة الإيرانية.
إلى جانب المحادثات النووية، أثّرت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السياسة النقدية سلبًا على الأسواق، حيث جدد انتقاداته للاحتياطي الفيدرالي، محذرًا من أن الاقتصاد الأميركي قد يتباطأ ما لم يتم خفض أسعار الفائدة بشكل فوري.
وأشار محللون ايضاُ إلى أن السيولة المحدودة في الأسواق بسبب عطلة عيد الفصح ساهمت في زيادة تقلبات الأسعار، ما عزز من التراجع الحاد في أسعار النفط خلال الجلسة.
الذهب يرتفع والأسهم الأميركية تتراجع
وارتفعت أسعار الذهب لمستوى قياسي جديد، في حين انخفضت مؤشرات وول ستريت الرئيسية بأكثر من 1٪ لكل منها، ما ألقى بظلال من القلق في أسواق الطاقة بشأن ضعف محتمل في الطلب.
وقال فيل فلين، كبير المحللين في Price Futures Group: “القلق العام في الأسواق بسبب تراجع الأسهم هو ما يدفع أسعار النفط للانخفاض اليوم”.
توقعات إنتاج أوبك+ واستمرار الحذر
من جهة أخرى، لا تزال مجموعة أوبك+، والتي تضم منظمة الدول المصدّرة للنفط وحلفاءها مثل روسيا، تخطط لزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا ابتداءً من مايو. إلا أن بعض تلك الزيادة قد يتم تعويضها من خلال خفض إنتاج الدول التي تجاوزت حصصها سابقًا.
مخاوف من ركود اقتصادي أميركي
في استطلاع أجرته رويترز بتاريخ 17 أبريل، توقع المستثمرون أن تؤدي السياسات الجمركية الأميركية إلى تباطؤ اقتصادي كبير في 2025 و2026، مع وصول احتمال حدوث ركود خلال 12 شهرًا إلى نسبة 50٪ تقريبًا. ويُذكر أن الولايات المتحدة هي أكبر مستهلك للنفط في العالم.
ترقب لبيانات اقتصادية أميركية حاسمة
يراقب المستثمرون هذا الأسبوع عدة تقارير اقتصادية أميركية مهمة، تشمل مؤشرات مديري المشتريات (PMI) في قطاعي التصنيع والخدمات لشهر أبريل، والتي قد تعطي إشارات إضافية حول تأثير السياسات الجمركية على النمو الاقتصادي.
وحذّر المحلل يياب من IG من أن هذه المؤشرات قد تؤكد تأثير الرسوم الجمركية السلبي، مشيرًا إلى أن أسعار النفط تواجه مقاومة قوية عند مستوى 70 دولارًا للبرميل.