في حوار حصري لأحد وسائل الاعلام مع جون فريدمان، نائب رئيس التصميم والبحوث في مايكروسوفت، كشف عن التحولات الجذرية التي أحدثتها تقنيات الذكاء الاصطناعي في مهام المصممين والمبدعين داخل الشركة.
التصميم يتحول من الإبداع إلى التحرير
يشرح فريدمان أن قطاع التصميم داخل مايكروسوفت شهد “تغييرات دراماتيكية” منذ بداية انخراط الشركة في مشاريع الذكاء الاصطناعي قائلاً: “المهمة الأساسية تغيرت. لم نعد نصمم من الصفر فحسب، بل أصبح عملنا التحرير والتوجيه”. “وخلال الأشهر الستة إلى الثمانية الماضية، توليت دور رئيس التحرير للمنتج، لا مجرد قائد للفريق”.
مع تطوير جيل جديد من الوكلاء الذكيين (AI Agents) ودمجهم في تطبيقات مثل Microsoft 365 Copilot، بات على المصممين فهم كيفية تحرير المحتوى المُولد آلياً بفاعلية. أدوات التصميم مثل فجما (Figma) وأدوبي أصبحت تضيف خصائص توليد الصور والنص عبر نماذج الذكاء الاصطناعي، ما يحوّل تحديات التصميم إلى فرص تسريع العمل.
أول إعلان Surface بالذكاء الاصطناعي
لأول مرة، استخدم فريق التصميم في مايكروسوفت تقنيات التوليد الآلي لإنتاج إعلان تجاري عن حواسيب Surface؛ حيث استُخدمت صور ثابتة التقطها المصمّمون ومررت عبر نماذج مثل Hailuo وKling لإضافة حركة وإخراج فيديو مدته 55 ثانية.
“اعتمدنا على الذكاء الاصطناعي لضيق المهلة وضغط الموارد” يوضح فريدمان، مضيفاً أن الإعلان ظل على يوتيوب شهرين دون أن يلاحظه الجمهور.
ويتوقّع فريدمان ذوبان حدود التخصص بين المصممين والمهندسين: “في المستقبل، سيحصل كل مهندس على مصمم آلي، وكل مصمم على مهندس آلي. ستندمج الأدوار بطرق جديدة، حيث تصبح القدرة على التفكير الإبداعي هي القوة الحقيقية”.
واستخدم فريدمان خدمة DALL·E لتوضيح كتاب نجله عن القلق الطفولي، كما وظّف مؤخرًا عدة أدوات لـتحرير الفيديو وإنشاء مواقع إلكترونية. يؤكد أن الذكاء الاصطناعي: “مزود قوي للإبداع، يساعدك على إخراج الأفكار الكبيرة دون الإغراق في التفاصيل التقنية”.
رغم الشكوك المحيطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الفن والإعلانات والألعاب، يرى فريدمان أن “المقاومة الأولية” ستزول عندما يُنظر إليه كأداة مساعد، لا بديلاً للمبدعين البشر.