في خطوة علمية ثورية تعزز من جهود الاستدامة والتكنولوجيا النظيفة، نجح الباحث فياني نغويي كيتنج في تحويل نفايات قشور فاكهة المانغوستين إلى كربون نشط عالي الجودة يُستخدم في تصنيع المكثفات الفائقة لتخزين الطاقة، ما يمثل قفزة نوعية في مجال تقنيات الطاقة المتجددة وإعادة تدوير النفايات.
الابتكار الجديد يتيح إنتاج كربون نشط من قشور الفاكهة من خلال عملية حرارية مباشرة وسريعة، باستخدام كربونات البوتاسيوم وتسخينها إلى 700 درجة مئوية، دون الحاجة إلى مراحل معالجة معقدة كما هو الحال في الطرق التقليدية. هذه التقنية توفر الوقت وتقلل من استهلاك الكهرباء، مما يجعلها مناسبة للتطبيقات التجارية على نطاق واسع، خاصة في مجالات تخزين الطاقة وأنظمة الشحن السريع.
وتُستخدم المكثفات الفائقة – وهي بديل مبتكر للبطاريات – في تخزين الطاقة بسرعة وتفريغها خلال ثوانٍ، مما يجعلها مثالية لتطبيقات متعددة، من فلاشات الكاميرات إلى السيارات الكهربائية. وقد أظهر الباحث أن من 3 إلى 5 كيلوجرامات فقط من قشور المانغوستين يمكنها إنتاج مئات المكثفات الفائقة.
هذا الابتكار لا يعزز فقط من كفاءة الطاقة، بل يقدّم حلًا بيئيًا واقتصاديًا للتعامل مع نفايات الفاكهة، مما يدعم الاقتصاد الدائري ويقلل من انبعاثات الكربون. ويمكن للدول الأفريقية – حيث تنمو فاكهة المانغوستين بكثافة – الاستفادة من هذا الابتكار بإنشاء مرافق صغيرة لتحويل نفايات الفاكهة إلى كربون نشط عالي الجودة، يُستخدم في الصناعات المتقدمة لتخزين الطاقة.
ورغم أن سوق المكثفات الفائقة لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن الطلب العالمي يتزايد، خاصة في ظل توسع الاعتماد على الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية. ويشير الباحث إلى أن تقنيات مشابهة يمكن تطبيقها على نفايات أخرى مثل قشور الحمضيات، ما يفتح المجال أمام حلول جديدة في مجال إدارة النفايات والطاقة.
ومن أجل توسيع نطاق هذا الابتكار، دعا كيتنج الحكومات والمؤسسات الخاصة إلى توفير التمويل اللازم، ودعم البنية التحتية وتدريب الكوادر المحلية لتحويل هذه التقنية إلى مشروع اقتصادي مستدام يخدم المجتمعات ويعزز من أمن الطاقة العالمي.