تترقب الأسواق المالية العالمية إعلان شركة إنفيديا (Nvidia) عن نتائجها الفصلية يوم الأربعاء، وسط تساؤلات حاسمة من المستثمرين حول مدى تأثير القيود الأميركية المفروضة على تصدير الرقائق إلى الصين، في وقتٍ تتجه فيه بعض السياسات التنظيمية نحو التخفيف، ما قد يفتح أسواقًا جديدة للشركة، من بينها منطقة الشرق الأوسط.
خسائر متوقعة بقيمة 5.5 مليار دولار بسبب حظر H20
في إطار جهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحد من وصول بكين إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، تم فرض قيود جديدة الشهر الماضي على تصدير شريحة إنفيديا H20 المخصصة للصين. وقد صرحت الشركة أن هذا القرار سيكلفها نحو 5.5 مليار دولار.
وكان الرئيس التنفيذي لإنفيديا جنسن هوانغ قد صرح الأسبوع الماضي أن الشركة اضطرت إلى الانسحاب من صفقات بقيمة 15 مليار دولار في السوق الصينية، التي تُقدّر بحوالي 50 مليار دولار بحلول العام المقبل. وأشار إلى أن رقاقة H20 كانت الخيار الوحيد المصرح به للبيع في الصين، التي شكّلت 13٪ من إيرادات إنفيديا خلال عام 2023.
هل تعوّض الأسواق البديلة خسائر الصين؟
يتساءل محللو “Wedbush” عمّا إذا كانت الشركة قادرة على زيادة مبيعاتها في أسواق أخرى لتعويض خسائر السوق الصينية، خصوصًا بعد التراجع المفاجئ في مبيعات H20. وأفادت مصادر لوكالة رويترز أن إنفيديا تعمل على تطوير شريحة ذكاء اصطناعي جديدة مخصصة للسوق الصينية، مبنية على معمارية Blackwell الحديثة، رغم أن هذه التحركات لم تمنع تراجع سهم الشركة.
وسجّل سهم إنفيديا انخفاضًا بنسبة 2٪ منذ بداية العام، بعد أن كان قد حقق مكاسب تجاوزت ثلاثة أضعاف قيمته خلال عام 2023، متأثرًا أيضًا بارتفاع تكاليف البنية التحتية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
إيرادات قوية رغم التحديات
ورغم هذه التحديات، من المتوقع أن تسجل إنفيديا إيرادات فصلية قدرها 43.28 مليار دولار للربع الأول من عام 2024، بزيادة سنوية قدرها 66.2٪، وفقًا لبيانات “LSEG”.
ويُقدّر محللو “Susquehanna” أن القيود المفروضة أثّرت على آخر ثلاثة أسابيع من الربع الأول، ما تسبب في خسائر تُقدّر بمليار دولار. أما التأثير المستقبلي، فقد يصل إلى 4.5 مليار دولار لكل ربع سنوي، بينما يرى محللو “Wedbush” أن الخسارة الفصلية ستتراوح بين 3 و4 مليارات دولار.
من المتوقع أيضًا أن تنخفض هامش الربح الإجمالي المعدّل إلى 67.7٪، مقارنةً بالربع السابق، نتيجة عمليات الشطب المتعلقة بمخزون H20، والتي قد تؤدي إلى انخفاض يصل إلى 12.5 نقطة مئوية.
تصريحات مثيرة من الرئيس التنفيذي
في تصريح سابق، وصف “هوانغ” القيود الأميركية على صادرات الرقائق إلى الصين بأنها “فاشلة”، موضحًا أنها دفعت الشركات الصينية مثل هواوي إلى تسريع تطوير رقاقاتها المحلية، وهو ما قد يغيّر قواعد اللعبة في السوق العالمية.
في المقابل، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن تخفيف جزئي لبعض القيود ضمن ما يُعرف بـقانون انتشار الذكاء الاصطناعي (AI Diffusion Rule)، والذي يصنف الدول إلى ثلاث فئات، مع استمرار حظر الصادرات إلى الصين بالكامل.
هذا التخفيف قد يُمهّد الطريق لإنفيديا لدخول أسواق جديدة مثل منطقة الشرق الأوسط، رغم أن المحللين يرجّحون أن المساهمة الفورية للمنطقة في الإيرادات ستكون محدودة في المدى القصير.
ووفقًا لتقارير سابقة، فإن إنفيديا ستقوم بتزويد المملكة العربية السعودية بمئات الآلاف من رقاقات الذكاء الاصطناعي، من بينها 18 ألف رقاقة Blackwell الحديثة، ضمن صفقة ضخمة مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، في إطار اتفاقيات تعاون تقني أوسع مع بعض دول الخليج.
الآن وبعد عامين متتالين من تحقيق أرباح فصلية فاقت التوقعات، يرى محللون أن إنفيديا قد تواجه تباطؤًا نسبيًا في النمو. فبينما تفوقت مبيعاتها على تقديرات وول ستريت بنسبة 12.5٪ في عام 2022، فإن المتوسط في العام الماضي لم يتجاوز 4.9٪.
وقالت إيفانا ديليفيسكا، رئيسة قسم الاستثمار في صندوق “Spear Invest”، إن “توقعات المستثمرين ليست مرتفعة كثيرًا هذه المرة، لكن أي مفاجأة إيجابية قد تدفع السهم للصعود مجددًا.”